-1-
ما أتعسَ حياتِنا، وما أفقرَ طُموحنا
عالمٌ يفيض بالمآسي،
وكلٌّ منَّا يَفيض
بالحقْدِ الصَّغير، والهموم الصغيرة.
-2-
يلزمنا أنْ نتَّحدَ بالشَّمْسِ
لنشعرَ أنَّ فينا طاقةً لإنفاذها،
يلزمُنا أنْ نتَّحِدَ بالبحر،
لنحسَّ أنَّ الزَّبدَ ليس منَّا،
وَمَنْ غشَّنا فهو منهُمْ.
-3-
في هذه المدينة،
عليكَ أن تركض بأسرع ما يمكنك،
كي تبقى في المكان ذاته.
-4-
في هذه المدينة،
عليكَ أنْ تُزيِّن أمراضكَ،
عليكَ، أنْ تحسب الأورام التي تعيش بها
من كافة الأصناف، فهي شحمٌ فقط.
-5-
في هذه المدينة،
صارَ النَّاسُ في حياتهم وعلاقاتهم،
ضمائرَ لغوية
في هذه الحياة
التي هي نحوٌ وصَرْف.
-6-
هذي المدينة،
جسر بين العُنق
والمشنقة.
-7-
يتكلَّمون في هذه المدينة
عنِ الأجنحة،
لكنْ ليس في بلاغتهمْ
سوى القُيود.
-8-
كلُّ ساكنٍ في هذه المدينة،
يُفكِّرُ راهباً
ويعملُ شرطياً.
-9-
طبيعيٌّ؛
أنْ يجدَ الفأرُ نفسَهُ حُرَّاً
في السجنِ الضَّخْمِ
الذي أقامتهُ هذه المدينةُ لغزلانها.
-10-
سؤال دائم،
لِمَ تسكنُ هذه المدينة؟
ـ لأنها تتيحُ لي أنْ أكتشفَ العَدَم
وأنا حيٌّ.
-11-
هلْ تاريخ هذه المدينة
بيتُ أشباحٍ؟؟!
-12-
يخترقُ هذه المدينة نهرٌ
نصفهُ دمٌ
ونصفهُ سائل لتمويهِ الدم.
-13-
لكي تحيا في هذه المدينة؛
عليكَ أنْ تُشيِّع دائماً
جنازةَ الحياة.
-14-
كي تقدرَ أنْ تعيش
في هذه المدينة
دعْ قلبكَ يُفكِّرُ
وعقلكَ عاشقاً.
-15-
قتلُ الأبِ في هذه المدينة
ظاهرةٌ عامة،
أبناءٌ ينتحرونَ فيما يَقتلون آباءهم
أنا أحتجُ على انتحارِ الابن
لا قَتْل الأب.
-16-
تؤكدُ لي هذي المدينة،
أنَّ المعرفة، في البدْءِ، لم تكنْ للإنسان
بلْ للغُرَاب،
وأنَّ القتلَ وليسَ الكَلِمَة.
هو الذي كان في البدء.
-17-
غداً،
لنْ يكونَ لهذهِ المدينة
ولا للمقبرة،
سوى اسم واحد.